إعلان الرئيسية

أخبار ساخنة

 


الاتجاهات السائدة في المتاجر الإلكترونية الأكثر رواجًا حاليًا: تحليل معمق

ملخص تنفيذي

يشهد المشهد التجاري الإلكتروني تحولًا عميقًا، مدفوعًا بالتقدم التكنولوجي السريع وتطور سلوكيات المستهلكين. في الفترة 2024-2025، تتمحور أبرز الاتجاهات التي تشكل تجارة التجزئة عبر الإنترنت حول التخصيص الفائق المدعوم بالذكاء الاصطناعي (AI)، والنمو الهائل للتجارة الاجتماعية، والهيمنة المستمرة وتطور الأسواق الإلكترونية، بالإضافة إلى تزايد طلب المستهلكين على الشفافية والاستدامة والتجارب الشاملة عبر القنوات المتعددة. تستمر الفئات الرئيسية للمنتجات مثل الإلكترونيات والأزياء والمواد الغذائية في تصدر الإيرادات، بينما تشهد منتجات الصحة والعافية والمنزل والمعيشة والسلع المتخصصة نموًا كبيرًا. الشركات المستعدة للنجاح هي تلك التي تدمج الذكاء الاصطناعي بشكل استراتيجي، وتتبنى البيع الاجتماعي، وتولي الأولوية لأمن البيانات، وتكيف عروضها ونماذجها التشغيلية لتلبية التوقعات الديناميكية لقاعدة المستهلكين المتمرسين في التكنولوجيا والواعيين بالقيمة.

1. المشهد المتطور للتجارة الإلكترونية: الاتجاهات الرئيسية الدافعة للنمو

يتناول هذا القسم الاتجاهات الكلية التي تشكل صناعة التجارة الإلكترونية، ويوفر سياقًا للتحولات في تفضيلات المستهلكين وديناميكيات السوق.

1.1. تكامل الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة

لم يعد الذكاء الاصطناعي مفهومًا مستقبليًا، بل أصبح ركيزة استراتيجية أساسية تحول كل جانب من جوانب التجارة الإلكترونية، بدءًا من تفاعل العملاء وصولاً إلى إدارة سلسلة التوريد. يعد تكامله محركًا مهمًا للكفاءة والتخصيص.

يُعد الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة محركين رئيسيين لتحول التسوق عبر الإنترنت، لا سيما استخدام روبوتات الدردشة (chatbots) للتعامل مع استفسارات العملاء وتقديم دعم على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع وبلغات متعددة.1 تعطي 72% من الشركات الأولوية لتوسيع نطاق الذكاء الاصطناعي وروبوتات الدردشة عبر تجربة العملاء، إدراكًا للفوائد المتزايدة لهذه التكنولوجيا.1 يمكن لروبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي تقديم توصيات مخصصة للمنتجات، وتحسين عمليات البحث عن المنتجات بالصور، وتبسيط عملية الإرجاع.2 تُظهر أمثلة مثل روبوتات الدردشة من سيفورا و"أينشتاين للذكاء الاصطناعي" من Salesforce Commerce Cloud اقتراحات مخصصة في الوقت الفعلي.2

علاوة على ذلك، يسهم الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة في عمليات الفرز الفعالة في مستودعات التجارة الإلكترونية من خلال تدابير مراقبة الجودة التنبؤية وإجراءات المناولة المحسّنة. يساعد هذا في إدارة سلاسل التوريد، مما يضمن تدفقًا سلسًا للسلع ويقلل التكاليف ويزيد الكفاءة.1 كما يساعد الذكاء الاصطناعي في تحليل مجموعات البيانات الكبيرة لإدارة الكتالوجات وتحسين وحدات حفظ المخزون (SKUs) وتوقع الاتجاهات بدقة أكبر.3

في مجال الحلول الإبداعية وتوليد المحتوى، يُستخدم الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد لتبسيط مرحلة البحث من خلال سحب رؤى قيمة من مراجعات العملاء وصفحات المنتجات، مما يساعد في تحديد حواجز الشراء والكشف عن الفوائد غير المدرجة صراحة بواسطة العلامات التجارية، وفهم مشاعر العملاء.4 على الرغم من تزايد المحتوى الناتج عن الذكاء الاصطناعي، هناك حاجة للعلامات التجارية للحفاظ على الأصالة والمصداقية، مع تحول نحو محتوى نمط الحياة الفريد بدلاً من الشهادات المباشرة.4

يظهر هنا تناقض متزايد في مجال التخصيص المدفوع بالذكاء الاصطناعي. فبينما يُستخدم الذكاء الاصطناعي بشكل مكثف لتخصيص التجارب (مثل التوصيات وروبوتات الدردشة) بهدف تحسين تجربة العملاء، يزداد قلق المستهلكين بشأن خصوصية البيانات وكيفية تعامل الشركات مع معلوماتهم.1 يشير ما يقرب من 23% من مستخدمي الإنترنت في الولايات المتحدة إلى أنهم يرفضون مشاركة معلوماتهم الشخصية عبر الإنترنت، حتى لو عُرضت عليهم مزايا.5 هذا يربط بشكل مباشر بين الفائدة المتصورة من التخصيص ومخاوف المستهلكين بشأن الخصوصية. لذا، يواجه قطاع التجارة الإلكترونية توترًا متزايدًا بين رغبة المستهلكين في تجارب تسوق مخصصة للغاية وبين مخاوفهم المتزايدة بشأن خصوصية البيانات. يجب على العلامات التجارية أن تتعامل مع هذا التناقض من خلال الشفافية القصوى حول استخدام البيانات، والاستثمار في تدابير قوية للأمن السيبراني، وتقديم عروض قيمة واضحة لمشاركة البيانات. سيكون بناء الثقة من خلال ممارسات الذكاء الاصطناعي الأخلاقية والتعامل مع البيانات أمرًا بالغ الأهمية للحفاظ على ولاء العملاء، خاصة مع انتشار الذكاء الاصطناعي بشكل أكبر. هذا يعني أن فائدة التخصيص يجب أن تفوق بوضوح التكلفة المتصورة للخصوصية بالنسبة للمستهلك، مما يتطلب تواصلًا دقيقًا وضمانات قوية.

1.2. صعود التجارة الاجتماعية وتأثير المؤثرين

تجاوزت منصات التواصل الاجتماعي غرضها الأصلي لتصبح أسواقًا ديناميكية عبر الإنترنت، مما غيّر بشكل جذري كيفية اكتشاف المنتجات وشرائها.

لقد قامت منصات مثل تيك توك وإنستغرام بدمج ميزات التسوق، مما يتيح للمستخدمين استكشاف وشراء المنتجات دون مغادرة التطبيق.1 من المتوقع أن تحقق التجارة الاجتماعية إيرادات تتجاوز 100 مليار دولار في عام 2025، بزيادة قدرها 22% عن عام 2024.6

لقد استفاد تيك توك بشكل كبير من التسوق الاجتماعي، حيث تجاوزت المبيعات 11 مليار دولار في جنوب شرق آسيا، وأكثر من مليار دولار مجتمعة في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. يمثل تيك توك شوب أكثر من 66% من إجمالي القيمة الإجمالية للبضائع في التسوق الاجتماعي.7 وقد أجرى ما يقرب من 1 من كل 3 مستخدمين يوميًا لتيك توك في الولايات المتحدة عملية شراء عبر التطبيق.7

يُعد المؤثرون عاملًا حاسمًا، حيث يبحث أكثر من 80% من المستهلكين عن العلامات التجارية على منصات التواصل الاجتماعي قبل الشراء، وقد أجرى ما يقرب من 70% منهم عمليات شراء مباشرة عبر القنوات الاجتماعية.5 يظل المؤثرون محوريين، حيث يشتري 49% من المستهلكين المنتجات بعد رؤية منشورات المؤثرين.5 من الاتجاهات الناشئة الهامة هي إطلاق المؤثرين لعلاماتهم التجارية الخاصة الموجهة مباشرة للمستهلك (DTC)، مستفيدين من جماهيرهم الحالية.7 تشمل الأمثلة Kylie Cosmetics و PRIME drinks.7

تُساهم أشكال الإعلانات التفاعلية مثل البث المباشر ومقاطع الفيديو القابلة للتسوق والواقع المعزز (AR) في نمو المبيعات عبر الإنترنت، مما يوفر تجارب غامرة وتفاعلية تتيح للمتسوقين تصور المنتجات قبل الشراء.1

يشير هذا إلى تضاؤل الحدود بين المحتوى والتجارة والتأثير. فمنصات التواصل الاجتماعي تتحول إلى أسواق متكاملة، مما يتيح عمليات الشراء المباشرة داخل التطبيق دون الحاجة إلى مغادرة المنصة. كما أن المؤثرين لم يعودوا مجرد مروجين للمنتجات، بل أصبحوا يطلقون علاماتهم التجارية الخاصة الموجهة مباشرة للمستهلك.7 ويكتشف المستهلكون، وخاصة الأجيال الشابة، المنتجات بشكل متزايد مباشرة على وسائل التواصل الاجتماعي من خلال المحتوى، وغالبًا ما يكون ذلك عبر المحتوى الذي ينشئه المستخدمون. هذا يشير إلى تحول أساسي من نماذج الإعلان والمبيعات التقليدية إلى نماذج محتوى-تجارة متكاملة. لم يعد "المتجر" موقعًا إلكترونيًا مميزًا، بل أصبح تجربة متكاملة ضمن خلاصة التواصل الاجتماعي، حيث يتشابك الترفيه والتسوق. المؤثرون، الذين كانوا في السابق مجرد قنوات تسويقية، أصبحوا الآن منافسين مباشرين أو شركاء أقوياء في مجال التجزئة. بالنسبة للعلامات التجارية، يعني هذا ضرورة الاستثمار بكثافة في المحتوى الأصيل والجذاب الذي يكون قابلًا للتسوق بطبيعته، بدلاً من أن يكون مجرد ترويجي بحت. يتحول التركيز من توجيه حركة المرور

إلى موقع تجارة إلكترونية منفصل إلى تمكين عمليات الشراء ضمن المحتوى الذي يستهلكه العملاء بالفعل. وهذا يخلق أيضًا مشهدًا تنافسيًا جديدًا حيث يجب على العلامات التجارية أن تتنافس مع الشركات التي يقودها المؤثرون والتي تتمتع بثقة الجمهور ومشاركته. يصبح الاتساق عبر القنوات المتعددة أكثر تعقيدًا، حيث يجب أن تكون واجهات المتاجر الاجتماعية متوافقة مع جميع نقاط الاتصال الرقمية والمادية الأخرى 6 لتوفير تجربة علامة تجارية متماسكة.

1.3. نمو القنوات المتعددة ووسائل الإعلام التجارية

إن توقع الحصول على رحلة تسوق سلسة عبر جميع نقاط الاتصال يدفع إلى تبني استراتيجيات متعددة القنوات، بينما تبرز وسائل الإعلام التجارية كعجلة نمو جديدة قوية وإيرادات.

يتوقع المستهلكون تجربة تسوق متسقة عبر المتاجر التقليدية ومواقع الويب الموجهة مباشرة للمستهلك (DTC) ووسائل التواصل الاجتماعي والأسواق الإلكترونية.4 يستخدم ما يقرب من 30% من المستهلكين ثلاث قنوات على الأقل لكل عملية شراء.5 تتيح استراتيجيات وسائل الإعلام التجارية لتجار التجزئة تحقيق الدخل من كل قناة مبيعات بشكل فعال من خلال الإعلانات المستهدفة، مما يؤدي إلى جذب طلب العملاء، وخفض تكاليف الاستحواذ، وتحسين الرضا.3 من المتوقع أن تنمو وسائل الإعلام الرقمية بشكل كبير، لتصل إلى 110 مليار دولار بحلول عام 2027.4 يتضمن هذا الاستفادة من بيانات الطرف الأول للحملات المخصصة للغاية.4

يعمل تجار التجزئة على دمج الحملات الرقمية مع التجارب داخل المتجر، مثل استخدام الشاشات الرقمية داخل المتاجر لعرض إعلانات مخصصة بناءً على السلوك عبر الإنترنت.4

يشير هذا إلى تقارب "فيجيتال" (Phygital) حيث يصبح الرقمي والمادي غير قابلين للفصل ويؤثر كل منهما على الآخر. لتنفيذ استراتيجيات القنوات المتعددة ووسائل الإعلام التجارية بفعالية، تحتاج العلامات التجارية إلى رؤية موحدة وشاملة لبيانات العملاء عبر جميع نقاط الاتصال. بدون ذلك، يصبح التخصيص والإعلانات المستهدفة مجزأة وأقل فعالية. التحدي والفرصة الأساسيان للشركات يكمنان في مركزية البيانات وتكاملها. فبدون مصدر واحد موثوق به لسلوك العملاء وتفضيلاتهم وتفاعلاتهم عبر القنوات عبر الإنترنت والاجتماعية والمادية، سيكون التخصيص الحقيقي ووسائل الإعلام التجارية المحسّنة مستحيلين. يتطلب هذا استثمارًا كبيرًا في البنية التحتية للبيانات، وأدوات التحليلات المتقدمة، وربما منصات مدعومة بالذكاء الاصطناعي يمكنها تجميع نقاط البيانات المتباينة في رؤى قابلة للتنفيذ لرحلة عميل سلسة ومخصصة حقًا. وهذا يمكّن من فهم شامل للعميل، مما يدفع إلى اتخاذ قرارات تسويقية وتشغيلية أكثر فعالية.

1.4. هيمنة التجارة عبر الهاتف المحمول

أثبتت الأجهزة المحمولة نفسها بقوة كبوابة رئيسية للتجارة الإلكترونية، مما يملي استراتيجيات التصميم والتسويق.

بحلول نهاية عام 2024، استحوذت الهواتف الذكية على ما يقرب من 80% من حركة مرور مواقع التجزئة العالمية وأكثر من ثلثي الطلبات عبر الإنترنت.4 يُعد الهاتف المحمول الجهاز الأساسي للتصفح والشراء في فئات مثل الملابس ومستحضرات التجميل والترفيه.8 يجب على العلامات التجارية إعطاء الأولوية لاستراتيجيات التسويق عبر البريد الإلكتروني والرسائل النصية القصيرة التي تعتمد على الهاتف المحمول أولاً، مع تصميمات سريعة الاستجابة ونسخ موجزة وأزرار دعوة لاتخاذ إجراء قابلة للنقر.4

تُظهر التفضيلات الجيلية أن الجيل Z غالبًا ما يبدأ رحلة التسوق الخاصة به على تطبيقات الهاتف المحمول (48%)، بينما يقسم جيل الألفية تفضيلاتهم بين التطبيقات ومواقع الويب الخاصة بالعلامات التجارية (35% لكل منهما).8

يشكل هذا تحديًا كبيرًا في مسار تحويل المبيعات عبر الهاتف المحمول. على الرغم من هيمنة الهاتف المحمول الساحقة في حركة المرور، فإن تجربة الهاتف المحمول دون المستوى الأمثل يمكن أن تعيق التحويلات بشكل كبير. فحجم حركة المرور الكبير على الهاتف المحمول لا يترجم تلقائيًا إلى مبيعات إذا كانت رحلة المستخدم محبطة، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات التخلي عن السلة. هذا يعني أن تجربة الهاتف المحمول لا تتعلق فقط بالتصميم المتجاوب؛ بل تتعلق بتحسين مسار تحويل الهاتف المحمول بالكامل. يتضمن ذلك إعطاء الأولوية للسرعة، والتنقل البديهي، والحد الأدنى من النقرات، وخيارات الدفع المتكاملة (مثل Apple Pay و Google Wallet و Shop Pay) مباشرة ضمن تدفقات التسويق عبر الهاتف المحمول.4 تحتاج العلامات التجارية إلى إجراء اختبارات A/B صارمة على واجهات الهاتف المحمول والبحث بنشاط عن نقاط الألم لضمان أن تجربة الهاتف المحمول ليست وظيفية فحسب، بل ممتعة ومحسّنة للتحويل. يتحول التركيز من مجرد

كونها صديقة للهاتف المحمول إلى التميز في استراتيجيات التحويل التي تعتمد على الهاتف المحمول أولاً، حيث يؤثر الاحتكاك على الهاتف المحمول بشكل مباشر على الإيرادات.

1.5. تجارب الواقع المعزز (AR) والواقع الافتراضي (VR)

يعمل الواقع المعزز والواقع الافتراضي على سد الفجوة بين التسوق المادي وعبر الإنترنت، مما يوفر تصورًا غامرًا وتفاعليًا للمنتجات.

يوفر الواقع المعزز والواقع الافتراضي تجارب غامرة لم تكن ممكنة من قبل، مما يسمح للمستهلكين بتصور المنتجات قبل شرائها.1 تشمل الأمثلة تطبيق IKEA الذي يتيح للمستخدمين عرض الأثاث في منازلهم.2 من المتوقع أن يصل سوق حلول الواقع الافتراضي في مجال التجزئة إلى 5.5 مليار دولار بحلول عام 2028، وسوق الواقع المعزز في مجال التجزئة إلى حوالي 6.7 مليار دولار.1 وتُعد تجارب التجارة الإلكترونية المدعومة بالواقع المعزز أكثر جاذبية بنسبة 200% من نظيراتها غير المدعومة بالواقع المعزز.2

تشمل التطبيقات الشائعة تجربة الملابس الافتراضية، وأدوات الواقع المعزز لاختبار تخطيطات الأثاث، والجولات المدعومة بالواقع الافتراضي للعقارات والسفر.2

تكمن القيمة الاستراتيجية الحقيقية للواقع المعزز والواقع الافتراضي في التجارة الإلكترونية في قدرتهما على تقليل معدلات الإرجاع بشكل كبير وتحسين رضا العملاء من خلال تحديد توقعات دقيقة. فمن خلال توفير معاينة أكثر واقعية وتفاعلية، تعالج هذه التقنيات بشكل مباشر عدم اليقين الذي يؤدي إلى التردد في الشراء وعمليات الإرجاع اللاحقة. تتيح هذه التكنولوجيا للمستهلكين اتخاذ قرارات أكثر استنارة، مما يقلل من احتمالية عدم الرضا عند التسليم. وهذا يترجم مباشرة إلى توفير ملموس في التكاليف للشركات (تقليل اللوجستيات، وإعادة التخزين، وخدمة العملاء لعمليات الإرجاع) وتحسين الربحية. العلامات التجارية التي تستثمر في الواقع المعزز والواقع الافتراضي لا تتبنى مجرد تقنية عصرية؛ بل تطبق أداة قوية لزيادة الكفاءة التشغيلية وبناء ثقة العملاء من خلال فهم أفضل للمنتج.

1.6. أهمية الأمن السيبراني وخصوصية البيانات

مع تزايد المعاملات عبر الإنترنت، أصبح الحفاظ على بيانات العملاء وضمان خصوصيتهم من أهم المخاوف لكل من المستهلكين والشركات.

أدى نمو التجارة الإلكترونية إلى معدل نمو سنوي متوقع بنسبة 11.83% في المعاملات عبر الإنترنت، لتصل إلى 14.78 تريليون دولار بحلول عام 2027، ولكن الهجمات السيبرانية تتزايد بوتيرة متسارعة.1 مخاوف الأمن والخصوصية في أعلى مستوياتها على الإطلاق، حيث يولي المستهلكون اهتمامًا أكبر لكيفية تعامل الشركات مع بياناتهم.5 يرفض ما يقرب من 23% من مستخدمي الإنترنت في الولايات المتحدة مشاركة معلوماتهم الشخصية عبر الإنترنت، حتى لو عُرضت عليهم مزايا.5 كما أن الحماية من المنتجات المقلدة والبائعين غير المصرح لهم أمر بالغ الأهمية، حيث غالبًا ما تأتي هذه المنتجات من مصادر غير موثوقة لا تلتزم بلوائح الخصوصية أو الأمان.4

في مشهد رقمي متزايد، ومدفوع بالذكاء الاصطناعي حيث البيانات الشخصية هي جوهر التجارب المخصصة، تصبح الثقة، المبنية على أمان قوي وممارسات بيانات شفافة، عامل تمييز حاسم، أشبه بشكل جديد من العملة. لا يتعلق الأمر فقط بالامتثال التنظيمي، بل يتعلق بإظهار التزام أساسي برفاهية المستهلك وسلامة البيانات. العلامات التجارية التي تستثمر بشكل استباقي في تدابير الأمن السيبراني وتتواصل بوضوح بشأن ممارساتها الأخلاقية في التعامل مع البيانات ستبني ولاءً أقوى للعملاء وتكتسب ميزة تنافسية كبيرة. يمتد هذا إلى ما هو أبعد من الضمانات التقنية ليشمل سياسات خصوصية واضحة وسهلة الفهم، وخيارات واضحة للموافقة/الرفض لاستخدام البيانات، وشفافية حول دور الذكاء الاصطناعي في تفاعلات العملاء. على العكس من ذلك، يمكن أن تؤدي الاختراقات الأمنية أو سوء استخدام البيانات المتصور إلى أضرار جسيمة للسمعة وخسارة كبيرة في حصة السوق، مما يجعل الثقة محددًا مباشرًا لاستمرارية الأعمال على المدى الطويل وتفضيل المستهلك في العصر الرقمي.

1.7. خيارات الدفع المرنة

لم يعد تقديم طرق دفع متنوعة ومريحة رفاهية، بل أصبح توقعًا أساسيًا للمستهلكين.

أصبح قبول طرق الدفع الرقمية مثل Apple Pay و PayPal والمحافظ الإلكترونية هو القاعدة.1 وتمثل المحافظ الرقمية نصف المعاملات العالمية للتجارة الإلكترونية.9 تحظى خدمات "اشتر الآن، ادفع لاحقًا" (BNPL) بترحيب كبير لراحتها ومرونتها، مما يتيح للعملاء الدفع على أقساط.1 يشمل أبرز مزودي خدمة BNPL تابّي وتمارا (الشرق الأوسط وشمال إفريقيا)، وأفترباي (أستراليا)، وأفيرم (الولايات المتحدة)، وكلارنا (أوروبا)، و Grab PayLater (جنوب شرق آسيا).1 كما يزداد انتشار المدفوعات من حساب إلى حساب (A2A) عبر واجهات برمجة التطبيقات للمعاملات، مما يسهل عملية الدفع بفضل الخدمات المصرفية المفتوحة.5

تُعد مرونة الدفع ليست مجرد وسيلة راحة؛ بل هي أداة قوية لتحسين التحويلات. يمكن أن يسهم نقص خيارات الدفع المفضلة أو المرنة بشكل مباشر في التخلي عن سلة التسوق. على العكس من ذلك، فإن تقديم مجموعة واسعة من الخيارات، خاصة "اشتر الآن، ادفع لاحقًا"، يقلل من الاحتكاك المالي والمخاطر المتصورة للمستهلك، مما يسهل قرار الشراء. وهذا يعني أن الشركات التي تدمج مجموعة شاملة من خيارات الدفع، لا سيما تلك الشائعة لدى الفئات السكانية المستهدفة (مثل BNPL للمتسوقين الأصغر سنًا والواعيين بالميزانية)، يمكنها تقليل معدلات التخلي عن سلة التسوق بشكل كبير وزيادة المبيعات. يتطلب هذا التقييم المستمر وتحديث عمليات دمج بوابات الدفع لتتوافق مع تفضيلات المستهلكين المتطورة واتجاهات الدفع الإقليمية، مما يضمن أن تكون عملية الدفع سلسة قدر الإمكان.

1.8. أخلاقيات المستهلك وأولويات الاستدامة

يُواءم المستهلكون بشكل متزايد قراراتهم الشرائية مع قيمهم، مع إعطاء الأولوية للعلامات التجارية التي تُظهر الشفافية والممارسات الأخلاقية والمسؤولية البيئية.

يُقدر المستهلكون الشفافية أكثر من أي وقت مضى، ويفضلون الصور ومقاطع الفيديو الأصيلة.5 يرغبون في معرفة مكان صنع المنتجات، وقوائم المكونات الكاملة، ومنشأ المواد، وتفاصيل التعبئة والتغليف.6 هناك اهتمام متزايد بالاستدامة، حيث يُعد اتجاهًا متناميًا، ويُبدي المستهلكون استعدادهم لدفع "علاوة استدامة" بنسبة 9.7% للمنتجات الصديقة للبيئة.5

يُظهر ما يقرب من نصف جيل الألفية (47%) تفضيلًا للعلامات التجارية التي تُعطي الأولوية للاستدامة أو تتخذ موقفًا واضحًا بشأن القضايا الاجتماعية.5 على العكس من ذلك، توقف 30% من المستهلكين عن دعم العلامات التجارية بسبب مخاوف أخلاقية أو بيئية.5

تنتقل أخلاقيات المستهلك من اهتمام متخصص إلى توقع سائد، مما يجعل التسويق القائم على القيم ميزة تنافسية قوية. لا يتعلق الأمر فقط بجذب شريحة معينة؛ بل يتعلق بتجنب تنفير أغلبية متزايدة مدفوعة بالقيم. العلامات التجارية التي تدمج هذه القيم بصدق في عملياتها تبني علاقة أقوى وأكثر مرونة مع المستهلكين. يجب على العلامات التجارية دمج الممارسات الأخلاقية والمستدامة في عملياتها الأساسية والتواصل بشأن هذه الجهود بشكل أصيل وشفاف. يتضمن ذلك عرض سلاسل توريد شفافة، واستخدام عبوات صديقة للبيئة، وضمان ممارسات عمل عادلة، واتخاذ مواقف واضحة بشأن القضايا الاجتماعية ذات الصلة. عدم القيام بذلك يشكل خطرًا كبيرًا على السمعة والسوق، حيث يدقق المستهلكون بشكل متزايد في سلوك الشركات. على العكس من ذلك، يمكن أن يؤدي الالتزام الحقيقي بهذه القيم إلى تعزيز ولاء العملاء بشكل عميق، وجذب شريحة متزايدة من المستهلكين الواعين، وتحويل الممارسات الأخلاقية إلى استراتيجية تسويق واحتفاظ قوية تتجاوز مجرد ميزات المنتج أو السعر.

2. الأسواق الإلكترونية ووجهات التسوق المهيمنة عبر الإنترنت

يحلل هذا القسم المنصات الرائدة التي يبحث فيها المستهلكون عن المنتجات ويشترونها بشكل متزايد، مع تسليط الضوء على تأثيرها العالمي والإقليمي.

2.1. القادة العالميون وحصتهم في السوق

تستمر الأسواق الرئيسية في الهيمنة على مشهد التجارة الإلكترونية، حيث تقدم تشكيلات واسعة من المنتجات وقواعد عملاء راسخة.

تظل أمازون السوق رقم 1 عالميًا، مستحوذة على حصة كبيرة تبلغ 37.8% من المبيعات عبر الإنترنت على مستوى العالم.10 تخدم أمازون أكثر من 300 مليون مستخدم نشط حول العالم في عام 2025.11 في الولايات المتحدة، تسيطر أمازون على حصة سوقية مهيمنة تبلغ 37.6%، حيث يبدأ 51% من المتسوقين عبر الإنترنت عمليات البحث عن المنتجات هناك.11 ويأتي 60% من مبيعاتها من البائعين المستقلين.11

تطورت إيباي من موقع مزادات إلى سوق عالمي رئيسي يضم أكثر من 132 مليون مشترٍ نشط في عام 2024، وتقدم كلا من تنسيقات المزادات والأسعار الثابتة.10 يبلغ متوسط عدد زوارها الشهري 1.21 مليار زائر.10

مجموعة علي بابا (تاوباو، تي مول، AliExpress): تُعد علي بابا أكبر نظام بيئي للتجارة الإلكترونية في الصين، حيث تُعد تاوباو (من المستهلك إلى المستهلك) وتي مول (من الشركات إلى المستهلك) منصات مهيمنة.10 تضيق تي مول و JD.com الفجوة مع أمازون من حيث التواجد العالمي.10 يعمل AliExpress كسوق عالمي من الشركات إلى المستهلك، مما يسهل المبيعات المباشرة من الصين إلى المستهلكين في جميع أنحاء العالم.10 باعت علي بابا سلعًا بقيمة 1.3 تريليون دولار في عام 2023.11

راكوتين: سوق ياباني يتمتع بحضور عالمي قوي، ويجذب 563.37 مليون زائر شهريًا ويقدم أعمالًا متكاملة واسعة النطاق عبر الإنترنت.10

وول مارت: تحولت إلى لاعب رئيسي في التجارة الإلكترونية، مستفيدة من وجودها الواسع في المتاجر الفعلية (11,003 متاجر حول العالم) مع حضور قوي عبر الإنترنت و407.61 مليون زائر شهريًا في أمريكا الشمالية.10

يشير هذا إلى استراتيجية "السوق كمنصة". فاللاعبون الرئيسيون مثل أمازون وعلي بابا وول مارت ليسوا مجرد تجار تجزئة مباشرين، بل يعملون كمنصات، حيث يأتي جزء كبير من مبيعاتهم من بائعين مستقلين أو من طرف ثالث (على سبيل المثال، 60% لأمازون).11 وتنمو الأسواق باستمرار بمعدل ستة أضعاف أسرع من التجارة الإلكترونية التقليدية.3 هذا يشير إلى تحول استراتيجي حيث أن "المتاجر" الأكثر نجاحًا هي تلك التي تعمل كأنظمة بيئية شاملة، وتوفر البنية التحتية، والوصول الهائل للعملاء، وخدمات التنفيذ لشبكة واسعة من البائعين المستقلين. يسمح هذا النموذج بالتوسع الهائل في عروض المنتجات، وتقليل كبير في التكاليف التشغيلية للمنصة، وتحسين تجربة العملاء من خلال تنوع لا مثيل له وأسعار تنافسية.3 بالنسبة للشركات، قد يؤدي الاعتماد فقط على موقع ويب خاص بالشركة الموجهة مباشرة للمستهلك (DTC) إلى الحد من نطاق وصولها وإمكانات نموها. الضرورة تكمن في تبني استراتيجية متعددة القنوات تتضمن الاستفادة من هذه الأسواق المهيمنة للحصول على انتشار ومبيعات واسعة، مع رعاية العلاقات المباشرة مع العملاء في الوقت نفسه لبناء الولاء للعلامة التجارية على المدى الطويل. إن "اتجاه المتجر الأكثر بحثًا" لا يتعلق بحد ذاته بموقع ويب لعلامة تجارية واحدة، بل يتعلق بالمنصات القوية التي تجمع الخيارات والراحة للمستهلكين. وهذا يعني أيضًا أن العلامات التجارية الأصغر تحتاج إلى فهم الديناميكيات المحددة وعوامل النجاح (مثل الأسعار التنافسية، والشحن السريع، وخدمة العملاء الجيدة)، وخيارات التنفيذ (مثل FBA لأمازون) لكل سوق رئيسي لتزدهر ضمن أنظمتها البيئية.11

2.2. القوى الإقليمية والأسواق المتخصصة

بالإضافة إلى العمالقة العالميين، تلبي الشركات الرائدة الإقليمية والمنصات المتخصصة احتياجات أسواق ومستهلكين محددين، مما يوفر فرصًا فريدة.

يُعد MercadoLibre النظام البيئي الرائد للتجارة الإلكترونية والتكنولوجيا المالية في أمريكا اللاتينية، حيث يضم 362.90 مليون زائر شهريًا ويشهد نموًا بنسبة 42% على أساس سنوي في إجمالي حجم البضائع.10 Shopee هو السوق الرائد من الشركات إلى المستهلك في جنوب شرق آسيا، ويعمل في 49 دولة مع 559.59 مليون زائر شهريًا ويستحوذ على 45% من سوق التجارة الإلكترونية في المنطقة.10 Allegro هو اللاعب الأكبر في التجارة الإلكترونية المحلية في بولندا، مع 198.62 مليون زائر شهريًا ويتوسع بنشاط في أسواق أوروبية أخرى.10 Etsy هو السوق الرائد للسلع المصنوعة يدويًا والعتيقة والفريدة، ويخدم أكثر من 91.5 مليون مشترٍ نشط في عام 2024، مع 97% من البائعين يديرون أعمالهم من المنزل.10 ويجذب 447.31 مليون زائر شهريًا.10 Temu هو سوق ناشئ سريعًا، وصل إلى 167 مليون مستخدم نشط شهريًا في عام 2024، ويُعرف بالشحن المباشر من الصين والأسعار المنخفضة للغاية والتنافسية.11 والجدير بالذكر أن 40% من طلبات الولايات المتحدة تقل عن 20 دولارًا.11 Wayfair هي واحدة من أكبر تجار التجزئة عبر الإنترنت للمنتجات المنزلية فقط في العالم، وقد حققت نموًا ملحوظًا دون تشغيل أي متاجر فعلية وتفتخر بمعدل تكرار العملاء بنسبة 79.9%.11

يشير هذا إلى أن هناك قيمة كبيرة في التخصص والفهم العميق لسلوك المستهلك الإقليمي أو فئات المنتجات المحددة، على الرغم من حجم اللاعبين العالميين. تنجح هذه المنصات من خلال تقديم تجارب مخصصة، وخيارات تنفيذ محلية، ومشاركة مجتمعية قد تجد الأسواق الشاملة صعوبة في تكرارها بفعالية على مستوى دقيق. يجب على الشركات ألا تركز فقط على أكبر الأسواق العالمية. قد يتضمن دخول السوق والتوسع الاستراتيجي استهداف القوى الإقليمية أو المنصات المتخصصة حيث تختلف المنافسة، ويكون الجمهور شديد التفاعل ومتقبلاً للعروض المتخصصة. يتطلب هذا فهمًا دقيقًا للتفضيلات المحلية، وطرق الدفع المفضلة، وقدرات اللوجستيات، والفروق الثقافية الدقيقة. بالنسبة لبائعي المنتجات المتخصصة، توفر منصات مثل Etsy بيئة أكثر تنظيمًا حيث يمكن لعروضهم الفريدة أن تبرز بشكل أكثر فعالية مما هو عليه في سوق عام، مما قد يؤدي إلى ارتفاع معدلات التحويل وتقوية الانتماء للعلامة التجارية ضمن شريحتهم المحددة.

2.3. التأثير المتزايد للمنصات الاجتماعية كأماكن تسوق

تتحول منصات التواصل الاجتماعي بشكل متزايد إلى وجهات تسوق مباشرة، مدفوعة بالتكامل السلس والمحتوى الذي ينشئه المستخدمون.

تمثل التجارة الاجتماعية الآن ما يقدر بـ 19.4% من إجمالي التجارة الإلكترونية.7 يمثل فيسبوك المنصة الأولى للمشتريات المباشرة (39%)، يليه عن كثب تيك توك (36%) وإنستغرام (29%).9 يُعد إنستغرام القناة الأولى لاكتشاف المنتجات (61%)، وتيك توك هو المنصة الرائدة لاكتشاف المنتجات لجيل Z.9 يشارك أكثر من نصف مستخدمي تيك توك (54%) في محتوى العلامات التجارية يوميًا.12 تعتمد العلامات التجارية بشكل كبير على المحتوى الذي ينشئه المستخدمون وجلسات التسوق بالفيديو المباشر لجذب الجماهير وتحويل العملاء.5 تحصل مقاطع فيديو تيك توك التي تعرض المنتجات (مثل أحمر الشفاه القابل للتقشير) على ملايين المشاهدات، مما يدل على قوة المحتوى المرئي.13

يشير هذا إلى ضغط في رحلة العميل التقليدية. فمنصات التواصل الاجتماعي تدمج ميزات التسوق، مما يتيح الشراء داخل التطبيق دون مغادرة المنصة.1 ويكتشف المستهلكون، وخاصة الأجيال الشابة، المنتجات بشكل متزايد مباشرة على وسائل التواصل الاجتماعي من خلال المحتوى.9 هذا يشير إلى ضغط في رحلة العميل التقليدية، حيث يتم دمج مراحل الاكتشاف والاهتمام والرغبة والشراء بشكل متزايد في تجربة واحدة سلسة. لم يعد المستهلكون بحاجة إلى الانتقال من منصة اجتماعية إلى موقع ويب منفصل لإتمام عملية الشراء. بالنسبة للعلامات التجارية، يعني هذا أن استراتيجيات المحتوى والتجارة يجب أن تكون متكاملة بشكل وثيق. يجب أن يكون المحتوى ليس فقط جذابًا ومثيرًا للاهتمام، بل يجب أن يكون أيضًا قابلًا للتسوق بشكل مباشر، مما يقلل الاحتكاك بين الاكتشاف والشراء. هذا يتطلب استثمارًا في أدوات التجارة الاجتماعية، وإنشاء محتوى أصيل يقوده المستخدم، والاستفادة من البث المباشر والميزات التفاعلية الأخرى. العلامات التجارية التي تنجح في هذا الضغط ستكون قادرة على تحويل الاهتمام الفوري إلى مبيعات مباشرة وفعالة.

الخلاصة

تُظهر الاتجاهات الحالية في التجارة الإلكترونية تحولًا جذريًا نحو تجربة تسوق أكثر تخصيصًا وتكاملًا ووعيًا بالقيم. لم تعد المتاجر الأكثر رواجًا هي مجرد مواقع ويب أو كيانات مادية، بل هي أنظمة بيئية ديناميكية تجمع بين التكنولوجيا المتقدمة، والتفاعل الاجتماعي، والتركيز المتزايد على القيم الأخلاقية.

إن هيمنة الأسواق العالمية مثل أمازون وعلي بابا، جنبًا إلى جنب مع صعود القوى الإقليمية والمنصات المتخصصة مثل MercadoLibre و Etsy، تؤكد على أن النجاح في هذا المشهد المتطور يتطلب استراتيجية متعددة القنوات. يجب على الشركات أن تتبنى نموذج "المنصة كخدمة" لزيادة انتشارها، مع فهم دقيق للفروق الدقيقة في كل سوق، سواء كان عالميًا أو إقليميًا أو متخصصًا.

يُعد الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة لتحسين الكفاءة التشغيلية والتخصيص، بل هو عامل حاسم في بناء الثقة مع المستهلكين. فمع تزايد القلق بشأن خصوصية البيانات، فإن الشفافية في استخدام الذكاء الاصطناعي وتدابير الأمن السيبراني القوية ستكون حاسمة للحفاظ على ولاء العملاء.

لقد أصبحت التجارة الاجتماعية قوة لا يستهان بها، حيث تتحول منصات التواصل الاجتماعي إلى أسواق مباشرة تضغط رحلة العميل من الاكتشاف إلى الشراء. يجب على العلامات التجارية التركيز على إنشاء محتوى أصيل وقابل للتسوق مباشرة، والاستفادة من المؤثرين الذين يتحولون بشكل متزايد إلى رواد أعمال في مجال التجارة المباشرة إلى المستهلك.

علاوة على ذلك، فإن توقع المستهلكين لتجربة "فيجيتال" سلسة، حيث تتداخل الحدود بين التسوق عبر الإنترنت والتسوق المادي، يتطلب استثمارًا كبيرًا في مركزية البيانات وتحليلاتها. وهذا يتيح فهمًا شاملاً للعميل، مما يدفع إلى حملات تسويقية أكثر فعالية وتجارب مخصصة.

أخيرًا، تُعد مرونة خيارات الدفع والالتزام بالاستدامة والأخلاقيات محركات أساسية لقرارات الشراء. يجب على الشركات تقديم مجموعة واسعة من طرق الدفع، بما في ذلك خيارات "اشتر الآن، ادفع لاحقًا"، وأن تدمج الممارسات الأخلاقية والمستدامة في جوهر عملياتها، حيث يُنظر إلى هذه القيم بشكل متزايد على أنها عوامل تمييز تنافسية ومخففة للمخاطر.

في الختام، فإن المتاجر الأكثر رواجًا هي تلك التي لا تبيع المنتجات فحسب، بل تقدم تجارب شاملة، وتتكيف مع التقدم التكنولوجي، وتستجيب بفعالية لتوقعات المستهلكين المتغيرة، وتضع الثقة والقيم في صميم استراتيجياتها.

هذا المقال برعاية : "متجر كارت"تفضلوا بزيارتنا ✨🥰⬇⬇

"متجر كارت كوم لبيع المنتجات المتنوعة وذات الجودة العالية"

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

Back to top button