اتجاهات التسويق 2024-2025: تحول المشهد الرقمي والتوجهات الاستراتيجية
الملخص التنفيذي
يشهد المشهد التسويقي تحولاً جذرياً، مدفوعاً بالتقدم التكنولوجي السريع وتغير سلوكيات المستهلكين. لم يعد التسويق مجرد مجموعة من الأنشطة الترويجية، بل أصبح استراتيجية متعددة الأوجه تدمج التخصيص القائم على البيانات، والابتكار التكنولوجي، والاعتبارات الأخلاقية.1 هذا التقرير يستعرض الاتجاهات الرئيسية التي تشكل مستقبل التسويق في عامي 2024 و 2025، مع التركيز على التأثير التحويلي للذكاء الاصطناعي، والهيمنة المستمرة للقنوات الرقمية، وضرورة بناء الثقة في التخصيص، والأهمية المتزايدة للممارسات الأخلاقية والمستدامة. هذه الاتجاهات مجتمعة تعيد تشكيل كيفية تفاعل العلامات التجارية مع جماهيرها وتحديد مسارات النمو المستقبلي.
تتمثل الضرورات الاستراتيجية للمسوقين في الاستثمار المكثف في الذكاء الاصطناعي، وإتقان آليات التفاعل الرقمي، وبناء جسور الثقة مع المستهلكين، ودمج الاعتبارات الأخلاقية في صميم استراتيجياتهم.
الجدول 1: اتجاهات التسويق الرئيسية 2024-2025 في لمحة
1. مقدمة: استكشاف المشهد التسويقي المتغير
يُعد التسويق اليوم أكثر من مجرد مجموعة من الأنشطة الترويجية؛ لقد تطور ليصبح استراتيجية متعددة الأوجه تدمج التخصيص القائم على البيانات، والابتكار التكنولوجي، والاعتبارات الأخلاقية.1 هذا التحول مدفوع بالتقدم التكنولوجي السريع وتغير سلوكيات المستهلكين.1 لقد أصبحت التحولات الرقمية عنصراً حاسماً، مما يسمح للشركات بتعزيز تجربة العملاء، ودفع نمو المبيعات، واكتساب ميزة تنافسية في المشهد الرقمي الحالي.2
يشهد الإنفاق الإعلاني العالمي تحولاً كبيراً نحو القنوات الرقمية. في عام 2024، وصل الإنفاق الإعلاني العالمي إلى ما يقرب من 1.1 تريليون دولار أمريكي، بزيادة قدرها 7.3% مقارنة بعام 2023، وكان الإعلان الرقمي هو المحرك الرئيسي لهذه الزيادة.3 تستحوذ القنوات الرقمية الآن على 72.7% من الاستثمار الإعلاني العالمي، متجاوزة 790 مليار دولار أمريكي في عام 2024.3 يمثل هذا تحولاً دراماتيكياً، حيث قفزت حصة القنوات الرقمية بشكل كبير منذ عام 2019 واستمرت في النمو سنوياً، مما يؤكد أن "الرقمنة أولاً" لم تعد خياراً استراتيجياً بل متطلباً أساسياً للوجود في السوق والقدرة التنافسية.
هذا التحول يشير إلى أن نماذج التسويق التقليدية أصبحت أقل كفاءة بشكل متزايد، وأن الشركات يجب أن تدمج القدرات الرقمية بشكل كامل في عملياتها الأساسية، بدلاً من اعتبارها مجرد إضافة. الشركات التي تفشل في التكيف تخاطر بأن تصبح غير ذات صلة، حيث انتقلت جماهيرها المستهدفة إلى حد كبير إلى القنوات الرقمية للاكتشاف والتفاعل والشراء. وهذا يستلزم إعادة هيكلة شاملة لميزانيات التسويق، ومجموعات المهارات، وأطر القياس لتتماشى مع هذا الواقع الرقمي المنتشر.
2. ثورة الذكاء الاصطناعي في التسويق
يُحدث الذكاء الاصطناعي (AI) ثورة عميقة في مجال التسويق، حيث يعزز الكفاءة والفعالية عبر وظائف متعددة.
2.1. الذكاء الاصطناعي لتعزيز الكفاءة وإنشاء المحتوى
يؤثر التقدم في الذكاء الاصطناعي بشكل كبير على فعالية التسويق وكفاءته.4 يستخدم 64% من المسوقين بالفعل الذكاء الاصطناعي والأتمتة، وتتوقع شركة Gartner أن 80% من الأدوار الإبداعية المتقدمة في التسويق ستُكلف باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي (GenAI) لتعزيز جهودهم التسويقية بحلول عام 2026.4
يُحدث الذكاء الاصطناعي التوليدي تحولاً في إنتاج المحتوى، مما يوفر حوالي ثلاث ساعات من العمل لكل قطعة محتوى. وقد أبلغ 84% من مستخدمي الذكاء الاصطناعي عن كفاءة أعلى في إنشاء المحتوى، و82% عن إنتاج "كمية أكبر بكثير" من المحتوى.4 تساعد أدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT أو Google Gemini في توليد الأفكار للمحتوى، وبناء الملخصات والمخططات، وصياغة المحتوى، أو حتى كتابة قطع كاملة عبر أنواع مختلفة مثل منشورات المدونات، وتحديثات وسائل التواصل الاجتماعي، ونصوص الفيديو القصيرة.4
ومع ذلك، على الرغم من قدرات الذكاء الاصطناعي، يظل العنصر البشري حاسماً. يجب أن يظل المحتوى قادراً على إثارة المشاعر وبناء الثقة مع الجماهير، مما يؤكد الأهمية المستمرة لمهارات الكتابة القوية، والتفكير النقدي، وحل المشكلات الإبداعي.5 هذا يشير إلى تحول أساسي في هياكل فرق التسويق ومتطلبات المهارات. بدلاً من أن يحل الذكاء الاصطناعي محل المسوقين، فإنه يستلزم تعاوناً تكافلياً بين الإنسان والذكاء الاصطناعي. يجب أن يتطور المسوقون ليصبحوا منسقين استراتيجيين، مع التركيز على التوجيه الإبداعي عالي المستوى، والحوكمة الأخلاقية، والبصيرة البشرية العميقة، مع الاستفادة من الذكاء الاصطناعي للتنفيذ التكتيكي وتحليل البيانات. وهذا يحرر القدرة البشرية للمهام ذات القيمة المضافة الأعلى التي لا يستطيع الذكاء الاصطناعي تكرارها، مما يعيد تعريف دور المسوق الحديث.
2.2. التحليلات المدفوعة بالذكاء الاصطناعي، والتخصيص، والقدرات التنبؤية
يُغير الذكاء الاصطناعي طريقة حصول المسوقين على بياناتهم وتحليلها، مما يتيح رؤى أسرع وأكثر دقة حول الجمهور المستهدف، وتحديد الاتجاهات، والتنبؤ بالسلوكيات، وتحسين الحملات.4 يستخدم 30% من العاملين بالفعل الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات، ويعرب 62% عن رغبتهم في استخدامه.4
يوفر الذكاء الاصطناعي فرصاً غير مسبوقة للتخصيص الفائق، والتحليلات التنبؤية، وإدارة الحملات بكفاءة.6 تتيح الأدوات مثل الروبوتات الدردشة والتحليلات التنبؤية للشركات توقع متطلبات العملاء في الوقت الفعلي.1 على سبيل المثال، يمكّن Salesforce Marketing Cloud المسوقين من تقديم تجارب عملاء مخصصة على نطاق واسع.1 يمكن للذكاء الاصطناعي أتمتة التقسيم، وتخصيص الاتصالات، وتخصيص التفاعلات، مما يعزز تجربة العملاء.2
في عام 2025، من المتوقع أن يُمكّن الذكاء الاصطناعي التخصيص الدقيق الديناميكي، وتصنيف شرائح العملاء بناءً على البيانات في الوقت الفعلي بدلاً من المعايير الثابتة.9 وهذا يسمح للمسوقين باعتراض العملاء في اللحظة الدقيقة للحاجة بمحتوى شديد الاستهداف.9 يتوقع ما يقرب من ثلاثة أرباع (71%) من العلامات التجارية ذات الميزانيات الإعلانية الكبيرة أن يكون الذكاء الاصطناعي للتخصيص والتحسين هو الاتجاه الرئيسي الذي سيؤثر على أعمالهم في عام 2025.10
2.3. ظهور وكلاء الذكاء الاصطناعي ودورهم الاستراتيجي
بينما سيطر الذكاء الاصطناعي التوليدي على العناوين الرئيسية في العامين الماضيين، من المتوقع أن يكون عام 2025 "عام وكلاء الذكاء الاصطناعي".11 وكلاء الذكاء الاصطناعي هم أنظمة متقدمة قادرة على التعلم المنطقي والتخطيط والتصرف، متجاوزة قدرات الذكاء الاصطناعي الحالية.11 منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (MENA) مؤهلة بشكل خاص لهذا التحول بفضل بنيتها التحتية القوية، واستثماراتها الذكية في التكنولوجيا، ومجموعة المواهب المتنامية.11
تشمل الأمثلة شركات ناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مثل qeen.ai و haloai.app، التي تبني وكلاء لتبسيط التجارة الإلكترونية وتسويق المؤثرين.11 يعزز Google Agentspace أيضاً الإنتاجية من خلال تمكين الموظفين من التعامل مع المهام المعقدة من التخطيط والبحث إلى إنشاء المحتوى والتنفيذ بطلب واحد.11 في دول مجلس التعاون الخليجي، من المتوقع أن تصبح مراكز القدرات العالمية (GCCs) التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي هي المعيار الصناعي، حيث تندمج بعمق في استراتيجية الذكاء الاصطناعي على مستوى المؤسسة، وتستفيد من البيانات في الوقت الفعلي، والأتمتة، وصنع القرار المدفوع بالذكاء الاصطناعي لتعزيز مرونة الأعمال.12 ستحدد سرعة تشغيل حلول الذكاء الاصطناعي، وليس مجرد اعتمادها، ريادة الذكاء الاصطناعي.12
تشير هذه التطورات إلى نضوج في تبني الذكاء الاصطناعي، حيث ينتقل من "الضجيج" و"الجزر" المعزولة إلى "العمل" و"القارات" المتكاملة داخل المؤسسات.11 وهذا يعني أن تبني الذكاء الاصطناعي لم يعد يتعلق بالمشاريع التجريبية، بل بالدمج السلس للذكاء الاصطناعي في الحمض النووي التشغيلي الأساسي للشركات، مما يخلق وظائف تآزرية عبر الأقسام. وهذا يستلزم الحاجة إلى أطر حوكمة قوية للذكاء الاصطناعي، ومعايير التشغيل البيني، ورؤية استراتيجية شاملة لدور الذكاء الاصطناعي عبر المشهد التسويقي والتجاري بأكمله. يجب على الشركات الاستثمار في بناء أنظمة بيئية متكاملة للذكاء الاصطناعي تزيد من التأثير عبر الوظائف، بدلاً من نشر أدوات ذكاء اصطناعي متباينة. وهذا يعني أيضاً أن "التسريع المدفوع بالذكاء الاصطناعي" وسرعة تشغيل حلول الذكاء الاصطناعي ستصبح عوامل تمييز رئيسية للريادة في السوق.
2.4. الاعتبارات الأخلاقية والتنفيذ المسؤول للذكاء الاصطناعي
مع تزايد دمج الذكاء الاصطناعي في التسويق، تصبح الاعتبارات الأخلاقية ذات أهمية قصوى. يركز الذكاء الاصطناعي الأخلاقي على التخلص من التحيز الخوارزمي في الاستهداف، وضمان الشفافية في صنع القرار المدفوع بالذكاء الاصطناعي، والحفاظ على الرقابة البشرية على أنظمة التسويق الآلية، وحماية بيانات المستهلك المستخدمة في عمليات التعلم الآلي.13
يمكن أن يؤدي سوء استخدام البيانات إلى تآكل الثقة بشكل خطير، مما يجعل التخصيص الذي يركز على الخصوصية والذكاء الاصطناعي القابل للتفسير (XAI) أمراً بالغ الأهمية.9 يسمح XAI للبنوك (والشركات الأخرى) بإظهار كيفية اتخاذ قرارات الذكاء الاصطناعي، مما يعزز فهم العملاء وموافقتهم فيما يتعلق باستخدام البيانات.9 هذا يحول الذكاء الاصطناعي من مجرد محرك للكفاءة أو التخصيص إلى آلية لبناء الثقة. إذا تمكنت أنظمة الذكاء الاصطناعي من إظهار شفافية في معالجة البيانات ومنطق اتخاذ القرار (من خلال XAI)، فيمكنها أن تعزز بنشاط راحة المستهلك ورغبته في مشاركة البيانات. وهذا يحول مسؤولية الخصوصية المحتملة إلى أصل استراتيجي، مما يسمح للشركات بتعميق علاقات العملاء وفتح بيانات أكثر ثراءً لتخصيص أكثر فعالية وأخلاقية. وهذا يمثل تحولاً استراتيجياً حاسماً لاعتماد الذكاء الاصطناعي على المدى الطويل وتفاعل المستهلكين.
تعمل منظمات مثل Microsoft على تطوير مبادئ الذكاء الاصطناعي المسؤولة، مع التركيز على العدالة، والموثوقية، والخصوصية، والشمولية، والشفافية، والمساءلة.13
الجدول 2: تأثير الذكاء الاصطناعي متعدد الأوجه على وظائف التسويق
3. تحويل تفاعل المستهلكين عبر القنوات الرقمية
يشهد تفاعل المستهلكين تحولاً كبيراً، حيث أصبحت القنوات الرقمية هي المحرك الأساسي للتواصل والمبيعات.
3.1. هيمنة محتوى الفيديو القصير واستراتيجيات وسائل التواصل الاجتماعي
يُعد محتوى الفيديو القصير محركاً أساسياً للاستراتيجية الاجتماعية، حيث يحقق أعلى عائد على الاستثمار (ROI) ومن المتوقع أن يشهد أكبر نمو في عام 2024.4 يخطط 53% من المسوقين لزيادة استثماراتهم في منصات مثل TikTok و YouTube Shorts و Instagram Reels.4 تعطي خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي الأولوية للمحتوى العاطفي والجذاب، وخاصة الفيديو.5 يتوق الجمهور الحديث إلى التفاعل المستمر والروابط الحقيقية، على الرغم من فترات الانتباه الأقصر.5 تعزز وسائل التواصل الاجتماعي العلاقات ثنائية الاتجاه، مما يمكّن الشركات من "الاستماع" إلى جماهيرها وتكييف المنتجات والرسائل لتلبية احتياجاتهم.5
3.2. صعود التجارة الاجتماعية: المحتوى القابل للتسوق، والتسوق المباشر، وتسويق المؤثرين
من المتوقع أن تصل مبيعات التجارة الاجتماعية إلى 2 تريليون دولار أمريكي عالمياً في عام 2025، مع قيادة جيل Z وجيل الألفية لهذا الاتجاه.14 يستخدم 82% من المستهلكين وسائل التواصل الاجتماعي لاكتشاف المنتجات، ويبحثون عن التفاعل بدلاً من عروض البيع المباشرة، ويثقون في توصيات المؤثرين، ويرغبون في تجارب تسوق تفاعلية وخالية من الاحتكاك.14
تشمل اتجاهات التجارة الاجتماعية الرئيسية ما يلي:
المحتوى القابل للتسوق: تحويل منشورات وسائل التواصل الاجتماعي إلى قنوات مبيعات مباشرة، مما يتيح عمليات الشراء الفورية داخل التطبيق.14
أحداث التسوق المباشر: أحداث تفاعلية في الوقت الفعلي حيث تقدم العلامات التجارية والمؤثرون عروضاً للمنتجات، ويجيبون على الأسئلة، ويقدمون خصومات لفترة محدودة، مما يخلق شعوراً بالإلحاح والمجتمع.14
تسويق المؤثرين: يتطور المؤثرون من مروجين للمنتجات إلى بائعين مباشرين، حيث تؤدي توصياتهم الأصيلة إلى تفاعل وثقة ومبيعات أعلى من الإعلانات التقليدية.14 تكتسب نماذج الاشتراك التي يقودها المؤثرون شعبية أيضاً، حيث تقدم امتيازات حصرية وتدفقات إيرادات مستقرة.15
المحتوى الذي ينشئه المستخدم (UGC): يبني المصداقية والثقة، حيث يثق المستهلكون في المستهلكين الآخرين أكثر من المحتوى الذي يحمل علامة تجارية. تشجع العلامات التجارية UGC من خلال علامات التصنيف والمسابقات وإعادة استخدام محتوى العملاء في الإعلانات.14
الذكاء الاصطناعي وتخصيص روبوتات الدردشة: تُستخدم لتوصيات المنتجات المخصصة ودعم العملاء الآلي ضمن التجارة الاجتماعية.14
يشير هذا إلى تحول أساسي في سلوك المستهلك حيث تتلاشى الحدود بين الترفيه والتجارة. يكتشف المستهلكون العلامات التجارية ويتفاعلون معها بشكل متزايد من خلال المحتوى التفاعلي والترفيهي (مثل التسوق المباشر، وعروض المؤثرين، وتجارب الواقع المعزز) بدلاً من الإعلانات التقليدية. وهذا يعني أن محتوى التسويق يجب أن يعطي الأولوية للقيمة الترفيهية والتفاعل الحقيقي لدفع المبيعات بفعالية. تحتاج العلامات التجارية إلى أن تصبح منشئي محتوى ورواة قصص، وتحويل منصات التواصل الاجتماعي إلى وجهات تسوق غامرة بدلاً من مجرد قنوات إعلانية. وهذا يتطلب استثماراً كبيراً في إنتاج المحتوى الإبداعي، وبناء المجتمع، وفهم آليات التفاعل الخاصة بالمنصة.
3.3. الاستفادة من الواقع المعزز (AR) والواقع الافتراضي (VR) لتجارب غامرة
يؤثر الواقع المعزز والواقع الافتراضي بشكل كبير على تفاعل العلامة التجارية، مما يتيح تجارب تفاعلية تزيد من رغبة المستهلك في الشراء.5 تشمل الأمثلة تجربة الملابس افتراضياً أو اختبار كيفية ملاءمة الأثاث في منزلك قبل الشراء.5 على وجه الخصوص، يستعد الواقع المعزز لتحويل الإعلانات من خلال تمكين التجارب التفاعلية، مما يجعل إعلانات الفيديو أكثر غامرة ولا تُنسى.5 يسمح الواقع المعزز للعملاء "بالتجربة قبل الشراء"، مما يعزز الثقة، ويزيد التحويلات، ويقلل المرتجعات.14 في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، تدمج الأحداث بشكل متزايد التقنيات الغامرة مثل الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز لتعزيز التفاعل، كما يتضح في العروض المبتكرة في GITEX Global وفعاليات الواقع المعزز في سباق الفورمولا 1 السعودي.16 يُنصح العلامات التجارية بالاستثمار في حلول الواقع المعزز/الافتراضي القابلة للتطوير والمتوافقة ثقافياً.16
3.4. تحسين التخصيص متعدد القنوات وتجربة العملاء (CX)
لقد أدى التحول الرقمي إلى تحسين تجربة العملاء بشكل عام، مما يتيح تفاعلات سلسة عبر قنوات وأجهزة متعددة.2 يتوقع المستهلكون الآن تجربة مستمرة ومخصصة عبر جميع القنوات، بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي، والأجهزة المحمولة، ومنصات التجارة الإلكترونية. الشركات التي تفشل في تلبية هذه التوقعات تخاطر بخسارة العملاء.2 لم يعد التخصيص وتجربة العملاء "أمراً لطيفاً" بل ضرورة للاحتفاظ بالعملاء والنمو، حيث يتوقع 53% من المستهلكين من مقدمي الخدمات المالية الاستفادة من البيانات للتخصيص.9
تشمل الاتجاهات الرئيسية في التخصيص وتجربة العملاء لعام 2025 ما يلي:
التخصيص الدقيق الديناميكي: تجارب فردية في الوقت الفعلي مدفوعة بالذكاء الاصطناعي بناءً على بيانات ديناميكية، متجاوزة التركيبة السكانية الثابتة.9
التخصيص متعدد القنوات: ضمان تفاعلات متسقة عبر جميع نقاط الاتصال (عبر الإنترنت، شخصياً، عبر الهاتف المحمول) لتجنب إحباط العملاء.9
التفاعل التنبؤي: توقع البنوك لاحتياجات العملاء وتقديم حلول مخصصة في الوقت الفعلي بشكل استباقي.9
توسع التخصيص عبر المنتجات والخدمات: الانتقال إلى ما هو أبعد من التسويق للتأثير على تصميم المنتجات وخدمة العملاء، ومواءمة المنتجات المالية مع مراحل الحياة.9
إن التركيز على التخصيص المتعدد القنوات يشير إلى أن ولاء العملاء يرتبط بشكل متزايد بتماسك واتساق تجربة العلامة التجارية عبر جميع نقاط الاتصال. وهذا يعني أن تحسين القنوات الفردية لم يعد كافياً. يجب على المسوقين كسر الحواجز الداخلية والاستثمار في حزم التكنولوجيا المتكاملة (مثل أنظمة إدارة علاقات العملاء، ومنصات البيانات) لضمان رحلة عميل موحدة. يجب أن تتدفق البيانات بسلاسة بين التفاعلات عبر الإنترنت وخارجها، ويجب الحفاظ على التخصيص بغض النظر عن القناة. وهذا يتطلب تعاوناً كبيراً عبر الوظائف وتصميماً تنظيمياً يركز على العملاء لتقديم تجارب سلسة حقاً.
4. البيانات والخصوصية وبناء ثقة المستهلك
يواجه المسوقون تحدياً جوهرياً في الموازنة بين رغبة المستهلكين في التخصيص ومخاوفهم المتزايدة بشأن خصوصية البيانات.
4.1. الموازنة بين رغبة المستهلك في التخصيص ومخاوف خصوصية البيانات
يُظهر المستهلكون تناقضاً واضحاً: فهم يرغبون في التخصيص ولكنهم قلقون للغاية بشأن خصوصية البيانات.8 على الصعيد العالمي، يفضل 64% من المستهلكين التجارب المخصصة، ومع ذلك فإن 53% "قلقون للغاية أو قلقون جداً" بشأن خصوصية معلوماتهم الشخصية.8 في المتوسط، يثق 33% فقط من المستهلكين في الشركات لاستخدام معلوماتهم الشخصية بمسؤولية.8
تختلف راحة المستهلك مع استخدام البيانات بشكل كبير حسب نوع البيانات: الأكثر راحة مع سجل الشراء (45%) وزيارات الموقع (42%)، والأقل راحة مع المعلومات المالية (12%) ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي (17%).8 الأهم من ذلك، عندما يثق المستهلكون في الشركات لاستخدام معلوماتهم الشخصية بمسؤولية، فإنهم، في المتوسط، أكثر عرضة بنسبة 8 نقاط مئوية للراحة مع استخدام الشركات لأي نوع من البيانات الشخصية للتخصيص.8 هذا يشير إلى أن الثقة لا تمثل مجرد إجراء دفاعياً لتجنب رد الفعل السلبي على الخصوصية؛ بل هي عامل تمكين نشط لفتح قيمة أكبر. الشركات التي تعطي الأولوية بشكل استباقي وتُظهر بوضوح ممارسات بيانات جديرة بالثقة يمكنها الحصول على ميزة تنافسية كبيرة. يتيح هذا "علاوة الثقة" لهم الوصول إلى بيانات المستهلكين الأكثر ثراءً ورغبة، مما يؤدي بدوره إلى تخصيص أكثر فعالية ومرغوبية. وهذا يخلق دورة حميدة حيث تؤدي الثقة إلى تجارب أفضل، مما يعمق الثقة، وفي النهاية يعزز علاقات أقوى مع العملاء والولاء في سوق مزدحم. تتحول خصوصية البيانات من عبء امتثال إلى أصل استراتيجي.
4.2. استراتيجيات الشفافية وبناء الثقة في استخدام البيانات
يجب على المنظمات إعطاء الأولوية للاستراتيجيات التي تطور وتحافظ على الثقة لتشجيع مشاركة البيانات وضمان تقدير التجارب المخصصة.8 تشمل التوصيات الرئيسية ما يلي:
التخصيص القائم على الموافقة الصريحة: منح المستهلكين خياراً صريحاً للموافقة على التجارب المخصصة.8
الشفافية في استخدام البيانات: شرح واضح لكيفية توفير البيانات الشخصية والسلوكية لفوائد ملموسة وتعزيز تجربتهم.8 تُعد الرسائل الشفافة حجر الزاوية في التسويق الأخلاقي، حيث يُرجح أن يظل 94% من العملاء مخلصين لعلامة تجارية تقدم شفافية كاملة.13
التخصيص الانتقائي: تركيز الجهود على "اللحظات المهمة" لضمان الفعالية وتجنب "العامل المخيف".8
الحد من بيانات الطرف الثالث: تقليل الاعتماد على بيانات الطرف الثاني والثالث، والتي يمكن أن تخلق "تجربة غريبة" تؤدي إلى فك الارتباط.8
حماية البيانات القوية: ضمان الامتثال لجميع البروتوكولات التنظيمية ذات الصلة لمعالجة بيانات المستهلك وإبلاغ المستهلكين بهذه التدابير.2
يمكن أن يؤدي سوء استخدام البيانات إلى تآكل الثقة، مما يؤكد أهمية التخصيص الذي يركز على الخصوصية والذكاء الاصطناعي القابل للتفسير (XAI) لبناء الفهم والموافقة.9 بينما تشير بعض المقتطفات إلى الحاجة إلى الأمن السيبراني والامتثال، فإن التركيز على الشفافية، وخيارات الموافقة الصريحة، والتخصيص الانتقائي، وتجنب "العامل المخيف" يشير إلى أن مجرد الالتزام باللوائح غير كافٍ. يطالب المستهلكون بمستوى أعمق من المسؤولية الأخلاقية والتحكم في بياناتهم. هذا يعني أن حوكمة البيانات يجب أن تتطور إلى ما هو أبعد من وظيفة الامتثال القانونية أو التقنية البحتة لتصبح ضرورة أخلاقية متأصلة في استراتيجية التسويق. تحتاج العلامات التجارية إلى تطوير نهج "الخصوصية حسب التصميم"، حيث يتم دمج الاعتبارات الأخلاقية منذ بداية أي مبادرة لجمع البيانات أو التخصيص. سيكون إيصال هذه المبادئ بوضوح وتمكين المستهلكين من التحكم في بياناتهم أمراً حاسماً لبناء ثقة دائمة في العلامة التجارية وتخفيف المخاطر المتعلقة بالسمعة في مشهد يزداد وعياً بالخصوصية.
الجدول 4: تفضيلات المستهلك للتخصيص مقابل الخصوصية
5. التسويق الأخلاقي والاستدامة كضرورات تجارية أساسية
تتزايد أهمية الممارسات التسويقية الأخلاقية والاستدامة بشكل كبير، حيث أصبحت عوامل حاسمة في بناء العلاقات مع المستهلكين وتمييز العلامات التجارية.
5.1. الأهمية المتزايدة للرسائل الشفافة والسرد القصصي الأصيل
تُعد الممارسات التسويقية الأخلاقية ضرورية لبناء علاقات طويلة الأمد مع المستهلكين، وتمييز العلامات التجارية في الأسواق المشبعة، وتخفيف مخاطر السمعة المرتبطة بالسلوك غير الأخلاقي.13
الرسائل الشفافة: تتضمن هذه الممارسات تواصلاً واضحاً حول سمات المنتج، وهياكل التسعير، وممارسات الشركات.13 وفقاً لتقرير ثقة المستهلك لعام 2023، يُرجح أن يظل 94% من العملاء مخلصين لعلامة تجارية تقدم شفافية كاملة.13 تكشف العلامات التجارية بشكل متزايد عن عمليات سلسلة التوريد وتفاصيل التسعير.13
السرد القصصي الأصيل: يركز على إنشاء روايات حقيقية تتوافق مع قيم المستهلكين وتجاربهم، مبتعداً عن صور العلامات التجارية المصطنعة نحو محتوى يمكن الارتباط به يعترف بكل من نقاط القوة والعيوب.13 يتضمن هذا النهج شهادات العملاء الحقيقية، ونظرات من وراء الكواليس لعمليات الشركة، ومناقشات شفافة حول التحديات، ووجهات نظر الموظفين.13 تشير الأبحاث إلى أن 90% من المستهلكين يقدرون الأصالة عند اختيار العلامات التجارية.13 لقد أصبح السرد القصصي أداة قوية لبناء روابط عاطفية.1
5.2. دمج مبادرات المسؤولية الاجتماعية للشركات (CSR) و ESG
أصبحت المسؤولية الاجتماعية ركيزة أساسية للتسويق الأخلاقي، حيث يُتوقع من العلامات التجارية اتخاذ مواقف ذات مغزى بشأن القضايا الاجتماعية ودعم البيانات بإجراءات ملموسة.13 يتجلى ذلك من خلال الحملات الموجهة نحو الهدف التي تتناول التحديات الاجتماعية، والمبادرات الخيرية المرتبطة بجهود التسويق، والتمثيل الشامل في المواد الإعلانية، والدعوة إلى تغييرات السياسات التي تتماشى مع قيم العلامة التجارية.13
طلب المستهلك على الاستدامة: وجدت دراسة لشركة IBM عام 2023 أن 77% من المستهلكين يعتبرون الاستدامة مهمة لهم، وأن 57% على استعداد لتغيير عادات الشراء لتقليل التأثير البيئي السلبي.13 يفضل أكثر من 70% من المتسوقين الشراء من الشركات المسؤولة بيئياً.17
استجابة العلامات التجارية: يستجيب المسوقون الأخلاقيون بإنشاء مبادرات الاقتصاد الدائري، وتصميم المنتجات مع مراعاة نهاية العمر الافتراضي، وتطبيق خيارات الشحن المحايدة للكربون، وتطوير حلول التعبئة والتغليف التي تقلل النفايات.13
دوافع الصعود: تتزايد الاستدامة والتسويق الأخلاقي بسبب تزايد وعي المستهلكين، واللوائح الأكثر صرامة بشأن مسؤولية الشركات، والميزة التنافسية التي يقدمونها (ارتفاع معدلات الاحتفاظ بالعملاء والثقة)، والقوة المضخمة لوسائل التواصل الاجتماعي في بناء العلامة التجارية الأخلاقية.17
أفضل الممارسات: تشمل استخدام التعبئة المستدامة/سلاسل التوريد الخضراء، وضمان الشفافية في الرسائل التسويقية (تجنب "التسويق الأخضر الزائف")، والتفاعل مع المجتمعات من خلال المسؤولية الاجتماعية للشركات، واستخدام التسويق المستدام القائم على البيانات لقياس التأثير.17
في الشرق الأوسط، تشكل حوافز ESG بنشاط مستقبل برامج الولاء.18 في دول مجلس التعاون الخليجي، تنتقل الاستدامة "من مجرد مصطلح إلى أساس"، مما يتطلب من العلامات التجارية دمجها في سلسلة قيمتها بأكملها.16
تُظهر هذه البيانات أن غالبية كبيرة من المستهلكين (77% للاستدامة، وأكثر من 70% للشركات المسؤولة بيئياً) يبحثون بنشاط عن العلامات التجارية التي تتوافق مع قيمهم.13 وهذا يشير إلى أن قرارات الشراء تتأثر بشكل متزايد بالاعتبارات الأخلاقية والمعنوية، متجاوزة العوامل التقليدية مثل السعر أو الجودة. هذا يعني أن العلامات التجارية لم يعد بإمكانها التعامل مع مبادرات المسؤولية الاجتماعية للشركات أو ESG كمجرد تمارين علاقات عامة. يجب عليهم دمج الممارسات الأخلاقية والمستدامة بشكل حقيقي في نماذج أعمالهم الأساسية وإيصال هذه الجهود بشكل أصيل. الفشل في القيام بذلك، أو الانخراط في "التسويق الأخضر الزائف"، يخاطر بتنفير شريحة متنامية من المستهلكين الذين يتم تمكينهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي لمساءلة العلامات التجارية. وهذا يحول التسويق بشكل أساسي من كونه معاملات بحتة إلى كونه علاقات عميقة، مبنية على القيم المشتركة والثقة.
6. التوقعات التسويقية العالمية والإقليمية (2024-2025)
يشهد المشهد التسويقي العالمي تحولات ديناميكية، مدفوعة بتغيرات في الإنفاق الإعلاني، وتفضيلات القنوات، والتركيز المتزايد على مناطق محددة.
6.1. ديناميكيات الإنفاق الإعلاني العالمي وأولويات القنوات المتغيرة (الرقمية مقابل التقليدية، هيمنة الهاتف المحمول)
إجمالي الإنفاق الإعلاني: وصل الإنفاق الإعلاني العالمي إلى ما يقرب من 1.1 تريليون دولار أمريكي في عام 2024، بزيادة قدرها 7.3% عن عام 2023، مع كون الإعلان الرقمي هو المحرك الرئيسي لهذه الزيادة.3 يمثل الإعلان الآن حوالي 1% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.3
هيمنة الرقمية: تستحوذ القنوات الرقمية على 72.7% من الاستثمار الإعلاني العالمي، متجاوزة 790 مليار دولار أمريكي في عام 2024.3 وقد نمت هذه الحصة باستمرار منذ عام 2019، مع قفزة كبيرة بلغت 13% في عام 2020.3
أولوية الهاتف المحمول: يستمر الهاتف المحمول في الحصول على حصة متزايدة من الإنفاق الإعلاني الرقمي، حيث استحوذ على ما يقرب من ثلثي (65.3%) الاستثمارات الرقمية في عام 2024، ارتفاعاً من 52.7% في عام 2019.3
القنوات الرقمية الناشئة: يزيد المسوقون الإنفاق على التلفزيون المتصل (CTV) (56% يخططون للزيادة) ويرون أن شبكات وسائط التجزئة تلعب دوراً متزايداً (65%).10 لا يزال إعلان البحث يمثل 40% من الإنفاق الرقمي، بينما يتزايد الإعلان على منصات التجارة الإلكترونية بشكل كبير، حيث استحوذ على 21.2% من الإنفاق الإعلاني الرقمي العالمي.3 شهدت إعلانات وسائل التواصل الاجتماعي زيادة بنسبة 15% في عام 2024.3
مرونة الوسائط التقليدية: على الرغم من هيمنة الرقمية، يخطط المزيد من المسوقين لزيادة ميزانياتهم للوسائط التقليدية مقارنة بعام 2024، حيث يخطط 16% لزيادة تزيد عن 50% في ميزانية الإعلانات الخارجية (OOH).10 لا تزال الوسائط التقليدية تلعب دوراً مهماً في اكتشاف المستهلكين، حيث يكتشف 73% من مستخدمي الإنترنت علامات تجارية جديدة من خلال التلفزيون والراديو والمطبوعات.3
توقعات الميزانية: يخطط أكثر من نصف (54%) المستجيبين العالميين لخفض الإنفاق الإعلاني في عام 2025، مع ارتفاع هذا الرقم في أوروبا (60%).10 وهذا يشير إلى عام صعب قادم، مما يستلزم تخصيصاً استراتيجياً.
تحديات القياس: يتمثل أحد العوائق الرئيسية في صعوبة دمج القنوات الرقمية والتقليدية في إطار قياس شامل؛ حيث يحقق 32% فقط من المسوقين عالمياً ذلك.10 تشمل التحديات مشكلات البيانات، وضعف الأدوات، وكثرة البائعين، ونقص الشفافية في القنوات الجديدة مثل شبكات وسائط التجزئة.10
تشير البيانات إلى أن أكثر من نصف المسوقين العالميين يخططون لخفض الإنفاق الإعلاني في عام 2025 10، ومع ذلك، هناك استثمار متزايد في قنوات رقمية محددة مثل التلفزيون المتصل وشبكات وسائط التجزئة، وحتى بعض القنوات التقليدية مثل الإعلانات الخارجية. هذا ليس مجرد خفض بسيط في الميزانية، بل هو إعادة تقييم استراتيجية للمكان الذي تحقق فيه أموال التسويق أعلى عائد. يصبح المسوقون أكثر تمييزاً، ويحولون الأموال إلى القنوات التي يُنظر إليها على أنها ذات عائد استثمار أعلى أو قدرات استهداف أفضل. هذا يعني تحركاً قوياً نحو التسويق الدقيق والتأثير القابل للقياس. ستطالب الشركات بمساءلة أكبر عن كل دولار يتم إنفاقه، مما يدفع إلى تدقيق أعمق لفعالية القناة. وهذا سيسرع الحاجة إلى أطر قياس قوية وشاملة يمكنها إثبات عائد الاستثمار عبر القنوات، مما يدفع المسوقين إلى التغلب على التحديات الحالية المتعلقة بالبيانات والأدوات والشفافية.10 يتحول التركيز من مجرد الإنفاق أكثر إلى الإنفاق بذكاء.
الجدول 3: الإنفاق الإعلاني العالمي وتوزيع القنوات (2024)
6.2. اتجاهات التسويق الرئيسية وتطور برامج الولاء في الشرق الأوسط ودول مجلس التعاون الخليجي
نمو السوق: من المتوقع أن ينمو سوق الولاء في الشرق الأوسط بنسبة 16.3% سنوياً ليصل إلى 3.27 مليار دولار أمريكي في عام 2025، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 13.8% خلال الفترة 2025-2029.18
تطور برامج الولاء: تتجاوز البرامج نماذج النقاط التقليدية لتشمل أنظمة رقمية، وتحالفية، وقائمة على الاشتراك.18
الولاء الرقمي والقائم على التطبيقات: أصبح المعيار، مدفوعاً بارتفاع انتشار الهواتف الذكية وراحة المستهلك.18
برامج الولاء التحالفية: تتعاون علامات تجارية متعددة لتقديم مكافآت مشتركة، مدعومة بجهود التنويع الاقتصادي.18
نماذج الولاء القائمة على الاشتراك: تكتسب شعبية بسبب الطلب على الراحة والخدمات المتميزة والعروض الحصرية (مثل Amazon Prime UAE، Careem Plus).18
التخصيص المدفوع بالذكاء الاصطناعي: يعيد تشكيل برامج الولاء، مستفيداً من سجل شراء العملاء والتعلم الآلي لتقديم خصومات مخصصة ومكافآت مصممة خصيصاً.18
المبادرات المدفوعة بـ ESG: تُدمج مبادئ البيئة والمجتمع والحوكمة (ESG) في برامج الولاء، بتشجيع من مبادرات الاستدامة الحكومية.18
الشمول المالي: تُدمج برامج الولاء في جهود الشمول المالي في الأسواق الناشئة، مما يحفز تبني الخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول.18
الاتجاهات الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ودول مجلس التعاون الخليجي:
وكلاء الذكاء الاصطناعي والتلفزيون المتصل (CTV): منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مؤهلة لوكلاء الذكاء الاصطناعي بفضل البنية التحتية القوية والاستثمارات التقنية.11 "انفجار البث" في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بقيادة التلفزيون المتصل، يحول الترفيه المنزلي ويخلق فرصاً إعلانية جديدة.11
التكنولوجيا التحويلية: تدمج أحداث دول مجلس التعاون الخليجي الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز لتعزيز التفاعل.16
الاستدامة: تنتقل من الطموح إلى خيار نمط حياة متكامل، مما يتطلب من العلامات التجارية دمجها في سلسلة قيمتها بأكملها.16
الرفاهية التجريبية: ترتبط الرفاهية بشكل متزايد بتجارب ذات مغزى تعكس ثقافة المنطقة، بدلاً من مجرد السلع المادية.16
المواهب والذكاء الاصطناعي: تظل مواهب الذكاء الاصطناعي والرقمية باهظة الثمن في دول مجلس التعاون الخليجي، مما يفرض تخصيصاً أكثر ذكاءً وتحولاً من التوظيف الجماعي إلى رفع مستوى المهارات.12 أصبحت مراكز القدرات العالمية في دول مجلس التعاون الخليجي محركات مركزية للابتكار العالمي، مع نماذج تعتمد على الذكاء الاصطناعي كمعيار صناعي جديد.12
تشير هذه التطورات إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ودول مجلس التعاون الخليجي ليست مجرد مناطق تتبنى الاتجاهات التسويقية العالمية، بل هي مناطق تشكلها بنشاط وتصبح مراكز ابتكار مهمة. بالنسبة للمسوقين العالميين، هذا يعني النظر إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ودول مجلس التعاون الخليجي ليس فقط كأسواق استهلاكية متنامية، بل كمصادر لأفضل الممارسات والنماذج الناشئة والمواهب للتحول الرقمي ودمج الذكاء الاصطناعي. يمكن أن يوفر التعاون مع الكيانات في هذه المناطق رؤى قيمة ومزايا تنافسية في المشهد العالمي الأوسع.
7. التداعيات الاستراتيجية والتوصيات للمسوقين
يواجه المسوقون مشهداً معقداً يتسم بالتحول السريع، ولكنه يقدم أيضاً فرصاً غير مسبوقة للنمو والابتكار.
7.1. معالجة التحديات والاستفادة من الفرص
التحديات: يواجه المسوقون مقاومة تنظيمية، ونقصاً في المهارات 2، وتجزئة البيانات، وضعف أدوات القياس، وانتشار البائعين، ونقص الشفافية في القنوات الجديدة.10 بالإضافة إلى ذلك، يشكل تشبع المحتوى والمخاوف الأخلاقية 5 عقبات كبيرة.
الفرص: يوفر التحول الرقمي فرصاً هائلة لتعزيز تجربة العملاء، ودفع نمو المبيعات، واكتساب ميزة تنافسية.2 يُعد الاستفادة من التقنيات الناشئة أمراً بالغ الأهمية للبقاء في المنافسة في مشهد دائم التغير.7
ضرورة التكيف: يجب على المنظمات تكييف استراتيجياتها التسويقية باستمرار للبقاء ذات صلة والتفاعل مع العملاء عبر قنوات رقمية متعددة.2
تطوير المواهب: تُعد إعطاء الأولوية للتعلم التجريبي والتطبيقي، وتعزيز الكفاءة التكنولوجية، أمراً ضرورياً لتأهيل المتخصصين في التسويق للنجاح.1 يُعد الاستثمار في تدابير قوية للأمن السيبراني أمراً بالغ الأهمية أيضاً لتخفيف المخاطر المرتبطة بزيادة استخدام البيانات.2
7.2. توصيات قابلة للتنفيذ لاستراتيجيات تسويق جاهزة للمستقبل
تبني الذكاء الاصطناعي بشكل شامل: تجاوز حالات استخدام الذكاء الاصطناعي المعزولة لبناء أنظمة بيئية متكاملة للذكاء الاصطناعي على مستوى المؤسسة.12 الاستثمار في الأدوات المدفوعة بالذكاء الاصطناعي للتخصيص الفائق، والتحليلات المتقدمة، وإنشاء المحتوى الفعال، وخدمة العملاء سريعة الاستجابة.1 الأهم من ذلك، إعطاء الأولوية لتنفيذ الذكاء الاصطناعي الأخلاقي، وضمان الشفافية، والعدالة، والرقابة البشرية.13
إتقان التفاعل الرقمي والتجارة الاجتماعية: مضاعفة الاستثمار في الفيديو القصير والمحتوى التفاعلي على وسائل التواصل الاجتماعي، نظراً لعائد الاستثمار المرتفع وتفضيل المستهلكين.4 استكشاف واستثمار قدرات التجارة الاجتماعية بنشاط، بما في ذلك المحتوى القابل للتسوق، وأحداث التسوق المباشر، والشراكات الاستراتيجية مع المؤثرين.14 الاستفادة من الواقع المعزز والواقع الافتراضي (AR/VR) لتجارب منتجات غامرة.5
بناء الثقة من خلال الشفافية الجذرية للبيانات: تنفيذ استراتيجيات التخصيص القائمة على الموافقة الصريحة والشفافية المطلقة حول كيفية جمع بيانات المستهلك واستخدامها، مع شرح واضح للفوائد الملموسة للعميل.8 التخصيص بشكل انتقائي، مع التركيز على "اللحظات المهمة" لتجنب "العامل المخيف"، وحماية بيانات المستهلك بدقة من خلال الالتزام بتدابير الأمن السيبراني القوية والإبلاغ عنها.2
دمج الأخلاق والاستدامة كقيم أساسية للعلامة التجارية: دمج مبادئ البيئة والمجتمع والحوكمة (ESG) في القيم الأساسية للعلامة التجارية والحملات التسويقية.13 ممارسة الرسائل الشفافة والسرد القصصي الأصيل، وعرض الروايات الحقيقية والعمليات من وراء الكواليس لبناء روابط عاطفية أعمق وولاء.13
إعطاء الأولوية للقياس الشامل والتأثير القائم على القيمة: تطوير أطر قياس متطورة يمكنها تتبع الإنفاق الإعلامي بشكل شامل عبر القنوات الرقمية والتقليدية.10 تحويل التركيز من مقاييس الكفاءة التقليدية إلى إظهار التأثير المباشر على الإيرادات، وتحسين تجربة العملاء، والابتكار الاستراتيجي.12
الاستثمار في المواهب الجاهزة للمستقبل والمرونة التنظيمية: رفع مستوى مهارات فرق التسويق باستمرار في الذكاء الاصطناعي، وتحليلات البيانات، والتسويق الأخلاقي، والتقنيات الناشئة.1 تعزيز ثقافة التعلم المستمر، والقدرة على التكيف، والتعاون متعدد الوظائف للتنقل في المشهد المتطور بسرعة.5
بينما يوفر الذكاء الاصطناعي كفاءة هائلة وقوة تحليلية 4، تؤكد البيانات باستمرار على الأهمية الدائمة للرقابة البشرية، والتفكير النقدي، والاتصال العاطفي، والحكم الأخلاقي.5 وهذا يشير إلى أن مستقبل التسويق لا يتعلق بالذكاء الاصطناعي الذي يحل محل البشر، بل بشراكة تكافلية. هذا يعني تحولاً كبيراً في هياكل فرق التسويق وتطوير المهارات. يجب على المسوقين أن يتعلموا كيفية الشراكة بفعالية مع الذكاء الاصطناعي، والاستفادة من نقاط قوته للأتمتة، والتوسع، ومعالجة البيانات، مع تخصيص الخبرة البشرية للتوجيه الاستراتيجي، والتفكير الإبداعي، وبناء علاقات أصيلة، ومعالجة التعقيدات الأخلاقية. وهذا يتطلب رفع مستوى المهارات باستمرار في معرفة الذكاء الاصطناعي والتركيز على المهارات البشرية الفريدة التي تدفع الرنين العاطفي والثقة.
الخلاصة
في الختام، يُعد الذكاء الاصطناعي هو المُمكّن الأساسي، والقنوات الرقمية (خاصة الهاتف المحمول والتجارة الاجتماعية) هي ساحة المعركة الرئيسية لتفاعل العملاء، والثقة (المدفوعة بخصوصية البيانات والممارسات الأخلاقية) هي العملة غير القابلة للتفاوض لولاء العلامة التجارية.
يعتمد النجاح في عامي 2024-2025 وما بعدهما على التكيف المستمر، والرغبة في تبني التقنيات الجديدة، والالتزام الثابت بالتسويق المتمحور حول الإنسان الذي يعطي الأولوية للأصالة والشفافية والاتصال الحقيقي. المشهد التسويقي لا يتطور فحسب، بل يُعاد تشكيله بنشاط من قبل هذه القوى، مما يقدم تحديات كبيرة وفرصاً غير مسبوقة لأولئك المستعدين لقيادة التغيير.
المصادر التي تم الاقتباس منها
The Transformation of Marketing in the Digital Age | AACSB, تم الوصول بتاريخ يونيو 1, 2025، https://www.aacsb.edu/insights/articles/2025/02/the-transformation-of-marketing-in-the-digital-age
journal.iujharkhand.edu.in, تم الوصول بتاريخ يونيو 1, 2025، https://journal.iujharkhand.edu.in/June-2023/Digital-Transformation-in-Marketing.pdf
Digital 2025: global advertising trends — DataReportal – Global ..., تم الوصول بتاريخ يونيو 1, 2025، https://datareportal.com/reports/digital-2025-sub-section-global-advertising-trends
9 Top Marketing Trends of 2025 | Coursera, تم الوصول بتاريخ يونيو 1, 2025، https://www.coursera.org/articles/marketing-trends
How technologies impact the media and marketing industry ..., تم الوصول بتاريخ يونيو 1, 2025، https://www.uidaho.edu/news/feature-stories/technologies-impacting-media-and-marketing
How To Use AI And Machine Learning To Transform Your ... - Forbes, تم الوصول بتاريخ يونيو 1, 2025، https://www.forbes.com/councils/forbesagencycouncil/2025/04/24/how-to-use-ai-and-machine-learning-to-transform-your-marketing-strategies/#:~:text=AI%20and%20machine%20learning%20are,in%20an%20ever%2Dchanging%2Dlandscape.
www.forbes.com, تم الوصول بتاريخ يونيو 1, 2025، https://www.forbes.com/councils/forbesagencycouncil/2025/04/24/how-to-use-ai-and-machine-learning-to-transform-your-marketing-strategies/#:~:text=AI%20and%20machine%20learning%20are,in%20an%20ever%2Dchanging%20landscape.
Consumer Preferences for Privacy and Personalization, 2025 ..., تم الوصول بتاريخ يونيو 1, 2025، https://www.xminstitute.com/research/consumer-privacy-personalization-2025/
5 Emerging Trends in Personalization and CX for 2025 - WaveCX, تم الوصول بتاريخ يونيو 1, 2025، https://wavecx.com/5-emerging-trends-in-personalization-and-cx-for-2025/
Nielsen releases its 2025 Annual Marketing Report looking at the ..., تم الوصول بتاريخ يونيو 1, 2025، https://www.nielsen.com/news-center/2025/nielsen-releases-its-2025-annual-marketing-report-looking-at-the-power-of-data-driven-marketing/
MENA marketing predictions for 2025: AI, CTV, and global reach., تم الوصول بتاريخ يونيو 1, 2025، https://www.thinkwithgoogle.com/intl/en-emea/future-of-marketing/digital-transformation/mena-marketing-trends-and-predictions-2025/
Top 5 GCC Trends in 2025 | Zinnov, تم الوصول بتاريخ يونيو 1, 2025، https://zinnov.com/centers-of-excellence/top-5-gcc-trends-2025-what-leaders-must-prioritize-blog/
10 Ethical Marketing Trends: Best Practices for Today's Ads, تم الوصول بتاريخ يونيو 1, 2025، https://www.numberanalytics.com/blog/10-ethical-marketing-trends-todays-ads
Social Commerce Trends Every Brand Needs To Know! - MetricsCart, تم الوصول بتاريخ يونيو 1, 2025، https://metricscart.com/insights/social-commerce-trends/
Social Commerce Trends for Success in 2025, تم الوصول بتاريخ يونيو 1, 2025، https://onecoredevit.com/news-and-insights/e-commerce/social-commerce-trends-integrating-social-media-and-e-commerce-for-success-in-2025/
A Region on the rise: Top trends driving the GCC in 2025 | Imagination, تم الوصول بتاريخ يونيو 1, 2025، https://imagination.com/a-region-on-the-rise-top-trends-driving-the-gcc-in-2025/
The Rise of Sustainability and Ethical Marketing - Relevancy Agency, تم الوصول بتاريخ يونيو 1, 2025، https://relevancy.agency/the-rise-of-sustainability-and-ethical-marketing-how-brands-can-lead-the-change/
Middle East Loyalty Programs Market Future Growth Dynamics ..., تم الوصول بتاريخ يونيو 1, 2025، https://www.businesswire.com/news/home/20250317335249/en/Middle-East-Loyalty-Programs-Market-Future-Growth-Dynamics-Report-2025-Loyalty-Programs-in-the-Middle-East-Growing-at-13.8-CAGR---Key-Trends-Insights-and-Growth-Forecasts-to-2029---ResearchAndMarkets.com